سرائيل تعترف انها ساعدت حماس على انقلابها في غزة.

هذا حدث قبل عام. في العاشر من حزيران 2007. ضباط الاستخبارات وعناصر الامن الفلسطينية، من اولئك الذين شهدوا سيطرة حماس وجربوها على جلودهم، يعودون اليوم في ذاكرتهم للوراء مستذكرين الايام التي سقط فيها القطاع. هم ايضا يتابعون بقلق اتفاقية التهدئة التي تبلورت في هذا الاسبوع ويحاولون تحذير اسرائيل مما يصفونه خطأ استراتيجيا. قلقهم من دون أي شك مشوب باعتبارات مصلحية. فهم يعرفون جيدا ان التهدئة في غزة ستضعفهم أكثر فأكثر وترسخ حكم حماس. الا انهم وعلى ضوء تجربتهم قد تعلموا وهم يعرفون الشارع بصورة جيدة ولديهم مصادر استخبارية موثوقة من داخل حماس ايضا.

'في كل يوم تؤجلون فيه شن العملية على حماس، تزيدون من كمية وعدد المصابين لديكم'، يدعي احد هؤلاء الضباط. 'حماس لا تتوقف عن الاستعداد للمرحلة التالية. هم يتعلمون ويطورون قدراتهم ويواصلون التسلح. لنا ايضا كانوا قد قالوا انهم يريدون وقفا لاطلاق النار، ولكن هذه كانت خدعة. الجميع عندنا عرفوا بذلك ولكن احدا لم يفعل شيئا'.

السلوك الاسرائيلي مع حماس ليس واضحا بالنسبة للضباط الفلسطينيين. 'الاستخبارات الإسرائيلية تعرف غزة وتعرف حماس اكثر من الجميع. ومع ذلك انتم لا تفعلون شيئا بعد'، قال احدهم. هو تذكر لقاءا عقده مع ممثلي الشاباك خلال جولة المعارك الاخيرة التي احتلت حماس خلالها غزة. 'هم سألونا إن كانت حماس بالفعل قادرة على السيطرة على كل القطاع وكم من الوقت سيتطلب ذلك؟'، يقول يقول، 'قلن لهم ان هذا سيستغرق أقل من يومين. اسرائيل لم تفعل شيئا لاحباط العملية الانقلابية'.

قوة عسكرية مكثفة

سيطرة حماس على غزة لم تكن نهائية. 'كانت لنا مصادر داخل حماس، اشخاصا قريبين من الجعبري، حيث قالوا لنا ان هناك توجهات للسيطرة على السلطة وحسم الامور معها'، يدعي ضابط استخبارات فلسطيني.

في الثاني والعشرين من ايار عندما انتهت جولة اخرى من العنف التقطت الاستخبارات الفلسطينية مكالمة بين الجعبري واحد مساعديه. 'الجولة القادمة ستكون الاخيرة'، قال الجعبري وهذا ما حدث. الخطة العسكرية القاضية بالسيطرة على القطاع اعدت من قبل المجلس العسكري الاعلى في حماس. قادة الجهاز العسكري حصلوا على الدعم من قادة حماس وخصوصا محمود الزهار، ومحمود الحية، ووزير الداخلية سعيد صيام. رجال دين بارزين أصدروا الفتاوي التي تبيح اعمال العنف والقتل ضد فتح. 'يقولون عندنا انه إن تنازع مسلما فيما بينهما فالقاتل والمقتول في النار'، يقول ضابط فلسطيني، 'حماس أصدرت فتوى تقول – قتلانا للجنة وقتلاهم للنار'.

المعلومات العسكرية اكتشفت في ايران. التقدير هو أنه في الاشهر التي سبقت ذلك تدرب 3 الاف من نشطاء حماس في معسكرات حرس الثورة الايراني. اتباع حماس تعلموا اطلاق النار الصاروخي الى نقاط دقيقة بواسطة الخرائط. ولكنهم ركزوا قبل كل شيء في القتال الميداني في المناطق العمرانية وفنون السيطرة على المدن.

'بعد أن عادت الدورة العاشرة من ايران الى غزة قاموا بالمناورة الاولى للسيطرة على المدن'، يقول مصدر فلسطيني. 'قاموا بذلك في حي الشيخ رضوان. بعد ذلك نفذوا مناورة جديدة في مخيم الشاطيء. هم تدربوا على اغلاق الشوارع وفرض حظر التجوال والاعتقالات والتفتيش في السيارات وامورا كهذه'.

كل هذه التدريبات تجسدت لاحقا من خلال احتلال القطاع. 'كل خلية شاركت في المناورة كانت مؤلفة من خمسة عناصر مزودين بالبنادق والقنابل اليدوية واجهزة الاتصالات. في كل مفترق كانت تتوقف سيارة تندر للدعم وعليها ثمانية مقاتلين لمساندة كل الخلايا القريبة. في كل سيارة كهذه مدفع ار.بي.جي وعبوتان صغيرتان. وفي كل مفترق ثالث وضعوا خلية مزودة بـ ار.بي.جي فقط. ضابط آخر يقول: 'هم كانوا معتادين على الاعلان عن حالة الطوارىء والتأهب بجانب قياداتنا، بذريعة الخوف من الاجتياح الاسرائيلي. أغلقوا الشوارع ووضعوا العبوات حول قياداتنا. عندما حاولنا التحدث معهم قالوا ان هذا موجه ضد اسرائيل وليس ضدنا. الناس عندنا عرفوا انهم يكذبون ولكنهم لم يتمكنوا من قول شيء لهم'.

'حذرنا من أنهم يتلقون التدريبات في ايران لتنفيذ اعمال ارهابية ضدنا'، يقول ضابط الاستخبارات، 'كانت لدينا معلومات بانهم يتدربون على استخدام المدافع ومضادات الطائرات وانهم يجتازون دورات متقدمة لصناعة المواد الناسفة والعبوات. ولكن عندما قلنا ذلك ضحكوا علينا. بعض الاشخاص في السلطة الفلسطينية لم يصدقونا'.

محاولة الاغتيال

لجنة التحقيق التي شكلتها السلطة الفلسطينية للتحقيق في الاحداث التي ادت الى سقوط القطاع بيد حماس قررت ان المستوى السياسي الفلسطيني كان مذنبا في 'طمس الرؤية'. المسؤولية لم تلقَ على كاهل رئيس السلطة ابو مازن، ولكن التقرير نفسه يقول انه كان مدركا جيدا لنوايا حماس. 'المعلومات في هذه القضية كانت تفصيلية ووضعت امام الرئيس'، جاء في التقرير، 'الرئيس نفسه توقع ان هذا ما سيحدث وان حماس لن تتوقف قبل السيطرة على قطاع غزة'.

التحضيرات لاغتيال ابو مازن كانت فقط نموذجا واحدا لاستراتيجية التصفيات التي وضعتها حماس. اضعاف الاجهزة والسلطة الفلسطينية كان هدفا لحماس حيث حاولت تحقيقه من خلال ضرب القادة والرموز. احد الاهداف المختارة كان طارق ابو رجب، رئيس المخابرات العامة الفلسطينية. 'كانت لدينا تحذيرات استخبارية بانهم يريدون التعرض له'، يقول ضابط بارز في الجهاز، 'هو لم يتوجه لمكتبه طوال يومين لاننا اعتقدنا انهم سيضربون قافلته على طريق التوجه لمقر القيادة'. في يوم الثلاثاء، رغم التحذيرات، توجه ابو رجب لمقر القيادة. هو دخل لمصعده الشخصي وعندئذ حدث الانفجار. حماس نجحت في تفخيخ المصعد داخل القيادة المؤمنة. ابو رجب اصيب بصورة بالغة ولم يرجع الى العمل حتى اليوم.

'لم نعتقد أنهم سينجحون في اصابته داخل القيادة'، يعترف رجل الاستخبارات الفلسطيني. 'اعتقدنا أن قيادتنا هي هدف محصن. التسلل الينا كان معدوما حتى ذلك الحين. ولكن المس بالقادة الكبار غير الصورة وأدخل الخوف الى قلوب الناس – ليس الضباط الذين يكافحون الارهاب وانما اولئك الذين يعكفون على امور اخرى. وبدأوا في تطوير علاقات صداقة على اساس شخصي مع حماس'.

ادخال 'احصنة طروادية' الى داخل اجهزة الامن الفلسطينية كان احد العوامل التي اتاحت انتصار حماس. حماس زجت بالالاف من اتباعها في جهاز الامن حتى تهدمها من الداخل. التغلغل في صفوف الاستخبارات العامة كان متدنيا نسبيا. بينما كانت الشرطة وجهاز الامن الوطني في المقابل مزدحمان بالعملاء المجمدين التابعين لحماس. التقدير هو أن 30 في المائة من نشطاء الاجهزة تقريبا كانوا موالين لحماس. عند ساعة الحسم بقي هؤلاء الاشخاص في البيت أو ربما خاضوا القتال الى جانب حماس.

تغلغل حماس لم يكن محصورا فقط في الزج بالنشطاء الصغار. هناك ضباط كبار جدا ايضا توقعوا المستقبل القادم وقرروا التعاون مع حماس. النموذج الاكثر تطرفا هو مصباح بحيصي رئيس الحرس الشخصي لابو مازن الذي عقد هو الاخر صفقة مع حماس. احد قادة فتح عقد لقاءا بين البحيصي وبين احمد الجعبري ووعد البحيصي الجعبري عدم التدخل في المعارك. 'مهمتي هي الحفاظ على الرئيس وليس أكثر من ذلك'، قال. وبالفعل في معركة حسم الحرس الرئاسي الذي اعتبر جهازا مختارا وخاصا في السلطة الفلسطينية وقف هذا الجهاز جانبا ولم يتدخل فيما يحدث. في وقت لاحق اتضح ان البحيصي كان يعلم حماس بجداول ابو مازن الزمنية في كل مرة كان فيها الرئيس يتوجه للقطاع.

لا ينوون المغادرة

قبل احتلال القطاع بيومين وفي ذروة المعارك، حاول رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية ايقاف العنف. هو اتصل مع خالد مشعل في دمشق وحاول اقناعه بايقاف الذراع العسكري التابع لحماس وكبحه. الاستخبارات الفلسطينية التي اصغت للمحادثة سمعت هنية فقط. خلال المحادثة طالب هنية بوقف اطلاق فوري للنار. التقدير هو أنه اتفق مع هنية على الاقل بصورة لفظية. الا ان الذراع العسكري وبدعم من القيادة المتطرفة في غزة كان مصمما. قطاع غزة قسم الى منطقتين وكل قيادة مركزية طوقت واحتلت. بعضها استسلم من دون معركة. غزة سقطت وانتهى حكم فتح فيها. وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في هذا الاسبوع يشير الى أن اسرائيل ايضا تدرك ان حماس موجودة في غزة وانها لا تنوي البتة المغادرة.

مشكور واكيد كلهم جواسيس ومندسين

رغم وجود معلومات صحيحه في المقال , إلا انه يشكل نوع من صب الزيت على النار , في وقت تتجه فيه جهود القياده لإستكشاف إمكانيات عوده اللٌحمه الداخليه الفلسطينيه ...
كاتب المقال لا تهمه مصلحه فتح ولا مصلحه الشعب الفلسطيني , وإنما مصلحه ’’إسرائيل’’ فقط , ومصلحتها هو ان يبقى الشعب الفلسطيني مٌقسما , والوطن وطنيين ...
يجب التعامل بحذر مع مثل هذه المقالات التي تسعى من ضمن ما تسعى اليه , الى إثاره خلافات فتحاويه فتحاويه حول تقييم مرحله الإنقلاب ودور كل طرف فيها , وذلك قبيل مؤتمر الحركه السادس

تقبل مروري

تحياتي

$ متمردة $

يسلمووووووووووووو