كيفية التعامل مع الاخرين
--------------------------------------------------------------------------------
كلنا نعلم جيدا ان الدين المعاملة .. وان التعامل مع الاخرين فن .. وليس اى فن .. انه فن يدخل فى شتى نواحى الحياة .. ومع كل انواع الناس ..
وليس المقصود به انه اذا ضربك شخص على خدك الايسر ان تدير له خدك الايمن .. بل العكس .. فبمعرفة فن التعامل مع الاخر .. تأخذ حقك بمعرفتك كيف ومتى تأخذ هذا الحق ؟؟..
وطبعا قدوتنا الاولى فى معرفة فن التعامل مع الاخرين هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. ثم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من بعده ..
والذى لفت نظرى لأنقل لكم كيفية التعامل مع الاخرين .. هو انه يجب علينا معرفة عدونا معرفة تامة .. وهذا لن يحدث الا اذا تعاملنا معه معاملة مباشرة .. فالرسول صلى الله عليه وسلم علمنا كيفية معاملة العدو والصديق .. وما يدرينا لعل الله يهدى قوما كفروا على ايدينا بحسن المعاملة ..
وباذن الله سوف انقل لكم اخوتى الاحباء هذه المادة الدسمة من كتاب فن التعامل مع الاخرين للكاتب محمد سعيد مرسى .. جزاه الله كل خير وجعله فى ميزان حسناته لجم الاستفادة من هذا الكتاب ..
اولا الطريق الى القلوب :
1- خفة الظل :
المسلم لم يكن ابدا شعاره العبوس والتجهم بحجة الوقار والهيبة واكتساب الاحترام .. فقدوتنا رسول الله كان يحب الدعابة والفكاهه
* فعن انس قال : ربما قال لى النبى صلى الله عليه وسلم ( ياذا الاذنين ) وهذه مداعبه لطيفة لانه مامن احد الا وله اذنان
* وكان الرسول يأكل تمرا مع اصحابه ومنهم علي بن ابى طالب الذى كان يأكل ويضع النوى امام النبى وبعد ان فرغو قال علي للنبى : اكل هذا التمر اكلته يا رسول الله ؟ فقال النبى مداعبا : وهل اكلت التمر بالنوى يا علي ؟.
* واتت النبى عجوز وسالته اادخل الجنه يا رسول الله ؟ فقال : لن يدخل الجنة عجوز ، فبكت ، فقال النبى : انك لست بعجوز يومئذ
* وقال صلى الله عليه وسلم مرة لصهيب : ( أتأكل التمر وانت رمد ؟) فقال صهيب : انما اكل بالشق الاخر يا رسول الله .. فتبسم صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ..
ولكن المزاح لا يسبب ضرر للمؤمن او يروعه .. ومثل ذلك عندما نام احدهم فاخذ الاخر حبلا كان معه ففزع فقال رسول الله ( لايحل لمسلم ان يروع مسلما )
وايضا المزاح لا يكون بالكذب او الغيبه .. مثل ما يفعل البعض بالحديث عن الصعايده او المنوفى .. فقد اخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ( ويل للرجل يحدث بالحديث فيكذب ليضحك القوم ، ويل له ويل له )
هكذا كان الرسول والصحابة يمازحون ولكن ليس بالكذب او بالضرر بل بما يؤلف بين القلوب ويذهب الهم والحزن عنها .. ويكسر الاحقاد والبغضاء بين المسلمين ..
الصحابى الجليل معاوية بن ابى سفيان رضى الله عنه وارضاه له مقولة شهيره يقول فيها :
* لو ان بينى وبين الناس شعرة ما قطعتها .. ان شدو ارخيت وان ارخو شددت *
وتفسيرها معروف لكن دعونا نرى فى ايام رسولنا الكريم اكبر مثال على هذه المقوله هى سيدنا ابو بكر وسيدنا عمر رضى الله عنهم .. فبينما كان عمر بن الخطاب تغلب عليه الشدة كان ابو بكر يغلب عليه اللين .. وحصل العكس معهما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما ارتد بعض المسلمين و امتنع البعض عن دفع الزكاة .. وطلب عمر بن الخطاب تاجيل حرب المرتدين .. فقال له ابو بكر ( اجبار فى الجاهلية خوار فى الاسلام يا عمر .. ويقسم : والله لو منعونى عقالا كانو يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ) فيرتاح عمر لراى ابى بكر ويستجيب له ..
وتخيلو معى أحبتي لو كان كلاهما شديد او كلاهما لين .. ماذا كان سوف يحدث ؟؟ ..
اذن لابد لنا مع تعاملاتنا فى الحياة ان نعمل بمقولة الصحابى الجليل معاوية بن ابى سفيان فى كل تعاملاتنا .. الزوج مع زوجته .. الرئيس والمرؤس .. الاب والابن .. المدرس والتلميذ ..
ان ادبا كهذا ينبغى ان نتعلمه ونعلمه .. فهو من الاصول التى بها تحل غالبية مشكلاتنا .. او على الاصح تختفى من جذورها ..
[center][left][right]