هل فكرت يوما أن تمارس اليوجا كمعنى (جوهر– مضمون) وليس كرياضة أى مجرد حركات بلا هدف، تجتهد فى فهم أسرارها والاستفادة منها كفلسفة تتيح لمن يمسك بمفاتيحها حالة من التوازن والتواءم والانسجام بين العقل بكل ما يتدبره ويدركه ويتأمله وأيضا ينتجه، والجسد بكل احتياجاته من متع حسية وروحيه .. مرة أخرى و وفقا لمنطق اليوجا (كمعنى و ليس كرياضة) كيف لنا ان نحافظ على ذلك الاتزان العقلى و النفسى و الروحى فنكون اصحاء جسديا وسعداء نفسياً، ومن ثم منشرحى الصدر، فلا ضمير تؤلمنا وخزاته أو جسد تجبرنا احتياجاته على فعل ما لانحبه ولا نرضاه…
هل الحل يكمن فى “تفعيل إرادة التغيير”، هل هى الوصفة السحرية والتى بدونها لا يمكننا تحقيق هذا “المستحيل” بفرض اعتباره كذلك خاصة مع وجود الكثير من المعوقات والمحبطات من حولنا والتى تحول كثيراً دونما تحقيقه؟
ربما يراها البعض (التغيير كإرادة وكفعل) مجرد كلمات مسطورة على الورق، نسمع عنها فى الاغانى و الاشعار ولكنها كما أراها وأدركتها منذ زمن بعيد لاتعرف المستحيل، فلا إرادة بغير فعل والفعل حركة نحو الهدف، معركة ليست سهلة ولكنها أيضا غير مستحيلة، وعلى رأى عمنا صلاح جاهين :
إقلع غماك يا تور وارفض تلف
إكسر تروس الساقية و اشتم وتف
قال : بس خطوة كمان .. وخطوة كمان
يا اوصل نهاية السكة يا البير تجف
عجبي !!!
الإرادة هدف و خطة و عمل جاد ومضنى حتى نصل لما نحلم به…
ولكن هناك شئ ما قد يحول بين إرادتنا و الوصول الى ما نتمناه؟…
هل هو الخوف من المجهول، الخوف من الفشل، من التمرد عن المألوف و المعتاد، الخوف من ضياع ما نملك الآن فى سبيل شئ لازال يسكن فى عالم الغيب…
انه الخوف اذاً؟
ولدى نصحتك لما صوتى اتنبح
ما تخافش من جنى و لا من شبح
و ان هب فيك عفريت قتيل اسأله
ما دافعش ليه عن نفسه يوم ما اندبح
وعجبى!!!
ايقنت من يومها و الى تلك اللحظات الباقية من سنوات عمرى، أن الخوف دوماً يحيل إرادة التغيير الى عالم الأمنيات، يعطلها ، يلغيها، يضعها فى دائرة المستحيل بعدما كانت فى دوائر الممكن والمتاح.. بإختصار أدركت أن الإرادة يلزمها الشجاعة، ولا يملكها إلا انسان قادر على تشكيل الظروف المحيطة به وفقا لما يريده هو، ولا يستسلم لما تمليه عليه الظروف، فيتحول لكائن فاقد لأرادته .. لحلمه .. للمستقبل… الأمل والتفاؤل هما داوء الارادة والوسائل الوحيدة القادرة على تفعيلها،
أنا اللي بالأمر المحال اغتــــــــــــوي
شفت القمر نطيت لفوق في الهـــــوا
طلته ما طلتوش إيه انا يهمنـــــــــي
و ليه .. ما دام بالنشوة قلبي ارتوي
و عجبى
***